يضطر الاولياء إلى دفع مبلغ مالي يقدر بـ9000 دج شهريا و3000 دج تكاليف تسجيل أبنائهم على مستوى روضات الأطفال بمدينة البويرة، وهو ما سبب حالة تذمر كبيرة وسط الاولياء الذين نددوا بالارتفاع المفاجئ وغير المبرر للأسعار مقابل خدمات جد رديئة ومعاملة سيئة للأطفال.
وحسب ما سجلته "الشروق" خلال عدة جولات استطلاعية بالعديد من روضات الأطفال بعاصمة الولاية، أنه بالإضافة "للمغالاة" وجود عدة تجاوزات والإهمال في ظل غياب قوانين موحدة تؤطر رياض الأطفال التي تنعدم فيها الرقابة الكلية، ويضاف الى ذلك مشكل تأطير وصقل قدرات الطفل في هذه المرحلة الهامة باعتباره صفحة بيضاء تحفظ ما يكتب عليها، حيث أن اغلبية الروضات بالبويرة لا تعتمد على تكوين الصغار بتوفير ظروف تنشئة حسنة من خلال الاعتماد على الأخصائيين الاجتماعيين والنفسانيين، ومؤطرين ذوي كفاءات عالية، لأن همهم الوحيد جمع المال بأقل تكلفة ممكنة على حساب البراءة، حيث سجلنا وجود بعدة رياض الأطفال، أن عدد الأطفال يفوق طاقة استيعابها، وعدد المؤطرين لا يغطي عدد الأطفال، والأغرب أن أغلبية المؤطرين لا يتقنون لا اللغة العربية ولا الفرنسية.
ومن جهة أخرى، اشتكت الكثير من السيدات من المعاملة السيئة التي يلقاها أبناؤهن في الروضة، على غرار السيدة "م" التي عانت الأمرّين خلال وجود ابنها في الروضة، ورغم أن ذهابه إليها لم يتعد 15 يوما، إلا أنها كانت تجده في كل مرة يبكي، في حين تنكر المشرفة عليه ذلك تماما، وهو ما جعلها تبحث عن روضة أخرى.
نفس الشيء بالنسبة للسيدة "هـ"، التي وجدت كدمات على يد ابنتها، بالطبع لما استفسرت مسؤولة الروضة أنكرت أي صلة لها بالموضوع، ولأن ابنتها لا تتكلم فإنها عجزت عن اكتشاف حقيقة الأمر، وهو ما دفعها إلى سحب ابنتها مباشرة من ذلك المكان، وبالإضافة إلى دفع المبلغ 9000 دج شهريا وتكاليف التسجيل، فإن رياض الأطفال تجبر الأولياء على أخذ ما يأكله أبناءهم من عصير وحلويات ووجبات صباحية معهم من البيت.