تحصي حاسي مسعود بولاية ورقلة العشرات من الشركات الوطنية التي تعمل في مجال النفط زيادة على شركة سوناطراك؛ حيث توظف هذه الأخيرة وغيرها من هذه الشركات المئات من الشباب البطالين على مستوى الجنوب الجزائري خلال السنوات الأخيرة، إلا أن ذلك لم يكف إلى حد الآن لاحتواء ملف التشغيل.
ويعد الإجراء الأخير الذي اتخذته شركة سوناطراك والشركات الوطنية بحاسي مسعود بحسب ما أفادت به مصادر مطلعة لـ "الشروق" في ما يخص إعادة فتح مجال التوظيف لمتقاعدي بعض إطارات الشركات وبعض العمال في مناصب معينة ومخصصة يثير الكثير من التساؤلات ويكتنفه بعض الغموض في ظل استمرار غليان الشارع المحلي وشباب المنطقة في ما يتعلق بعمليات التوظيف على مستوى المؤسسات النفطية .
وأفادت مصادر أخرى بأنه وفي مقابل ذلك تم فتح عملية التوظيف لبعض المتقاعدين من إطارات هذه الشركات وهي عملية محدودة وتشكل استثناء لغيرها من عمليات التوظيف، على مستوى هذه الشركات، وهذا كله لعدة اعتبارات ومن أهمها أن قطاع المحروقات وما يتعلق بعمليات الحفر أو ما يصطلح عليه بـ "الفوراج" على مستوى العديد من الورشات بهذه الشركات قد تراجع مردوده بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يدعو إلى محاولة إعادة بعثه من جديد في ظل تهاوي أسعار النفط زيادة على وجود جيل جديد من إطارات هذه الشركات أغلبهم شباب تخرجوا حديثا من الجامعات ومعاهد التكوين مازالوا في بدايات مسارهم المهني .
وتوجد العديد من النقائص في ما يخص عمليات التسيير وكل ما يتعلق بالانضباط داخل مديريات وورشات المؤسسات؛ ما أثر بشكل سلبي على عمل ومردود هذه الأخيرة خلال أربع سنوات الماضية؛ وهو ما أدى لا محالة إلى اتخاذ هذه التدابير الاستثنائية والظرفية لأجل معين من طرف مسؤولي المؤسسات .
وتثار الكثير من الشكوك من طرف بعض الأطراف المهنية التي لها علاقة بهذا المجال وكذا الشارع المحلي وهذا بالتقليل من كفاءات وقدرات إطارات هذه المؤسسات الحاليين الذين في أغلبهم تخرجوا من معاهد تكوين وحصلوا على تكوين تطبيقي في ذات المؤسسات لمدة زمنية كافية تكفيهم لتقلد المسؤوليات بمؤسساتهم الحالية؛ كما مروا بتجارب عديدة خلال مسارهم المهني في الميدان .
وحسب ما أفاد به العمال القدماء في هذه المؤسسات في وقت سابق، فقد شهد العمل بصفة عامة في مجال الحفر على مستوى الورشات تراجعا كبيرا نتيجة اللامبالاة من طرف المسؤولين؛ كل هذا أثر بشكل سلبي على مردود عمل هذه الشركات، وهو تراجع مستمر؛ إلا أن السؤال الذي يبقى مطروحا: هل هذه المؤسسات باتخاذها إعادة فتح التوظيف للإطارات المتقاعدين ستغير وتحسن مردود العمل، أم إن الأمر سيستمر؛ ففي الغالب يكون عامل التحفيز منعدما لدى العمال المتقاعدين بعكس العامل الذي مازال مساره المهني طويلا.