تعد مدينة حاسي مسعود بولاية ورقلة، من المدن الصناعية في الجزائر التي أضحت الظروف المعيشية والقدرة الشرائية للمواطن بها صعبة جدا خلال السنوات الأخيرة؛ نظرا لعدة أسباب كالطابع الصناعي للمنطقة، وهذا بتواجد مئات الشركات النفطية بالمنطقة؛ زيادة على غياب الرقابة من طرف مديرية التجارة على المحلات التجارية بالمدينة منذ سنوات عديدة.
تشهد عديد أجنحة سوق الشيفون بالسوق الأسبوعية بمدينة حاسي مسعود إقبالا منقطع النظير من طرف سكان المنطقة في الآونة الأخيرة، وطيلة أيام السنة لكن بنسبة أقل خلال أيام فصل الشتاء، حيث يزداد هذا الإقبال على مختلف السلع المعروضة بالسوق والتي تكاد تشكل نصف السوق الأسبوعيت بالمدينة.
وبمقابل ذلك تعرف مختلف أسعار هذه السلع ارتفاعا كبيرا وهي أسعار لم تكن قبل السنة الماضية، بحسب ما صرح به عديد المتسوّقين بأجنحة هذه السوق فقد بدت هذه الأسعار لجميع أنواع السلع سواء الملابس بكل أنواعها أو الأحذية، مرتفعة بشكل كبير تكاد تضاهي أسعار الملابس الجديدة الموجودة بالمحلات التجارية بالمدينة.
وتوجد بعض السلع ذات نوع معين يفوق سعرها سعر السلع الجديدة بالمحلات؛ وبالرغم من هذا الارتفاع للسلع والتي تعتبر من السلع المستعملة وبعضها قديم مازالت هذه الأجنحة تستقطب أعدادا كبيرة من سكان المدينة بجميع فئاتهم سواء من طرف النساء أو الرجال وكذا الأطفال، وهو ما ساعد تجار "الشيفون" بالمنطقة وجعل هذه التجارة رائجة وتعرف انتعاشا محسوسا خلال الثلاث سنوات الأخيرة.
ومقابل ذلك تعرف تجارة السلع الجديدة بالمحلات التجارية الخاصة بالملابس والأحذية تراجعا متزايدا فيما يخص الإقبال عليها وهذا بسبب الارتفاع الجنوني للسلع والتي في الغالب يفرضها تجار المنطقة كل حسب هواه.
وتوجد بعض السلع ذات النوعية الممتازة يتم وضع سعر مضاعف لها مقارنة بسعرها الحقيقي؛ ما يجعل شرائح واسعة من سكان المنطقة يتجاهلون شراء هذه الملابس والسبيل الوحيد لهم هو التوجه لملابس الشيفون، خاصة من ذوي الدخل المحدود والبسيط.
وبالرغم من ذلك فإنه حتى أصحاب الدخل المرتفع بالمدينة أصبح معظمهم يقتنون السلع المستعملة من هذه الأجنحة، بسبب نوعية وجودة بعض السلع باعتبار أغلبها يتم استيرادها من الدول الأوروبية عبر الدولة الشقيقة تونس؛ فأغلب تجار السلع يقومون بجلبها من متعاملين وشركات تونسية ويتم عرضها بالأسواق الجزائرية.
ولكن أغلب هؤلاء التجار يمارسون هذه المهنة دون سجلات تجارية بالرغم من توفّرهم على محلات فوضوية بهذه الأسواق، على غرار سوق مدينة حاسي مسعود فأغلب تجار "الشيفون" أصبحوا يملكون محلات ويجنون أرباحا كبيرة نظير الإقبال على السلع والارتفاع الذي يفرضه هؤلاء للأسعار بسبب تزايد الطلب عليها، في المقابل غياب الرقابة من طرف السلطات المعنية.