لبّى أصدقاء الدكتور نصر الدين سعيدوني وزملاؤه وطلابه دعوة جريدة الشروق اليومي لتكريمه، اعترافا بأخلاقه الرّضيّة، وقيمته العلمية، وبمجهوداته الكثيرة والكبيرة التي أسداها للجزائر، التي يبدو مسؤولوها من المهتمين بالأقدام لا بالأحلام، بدليل عدم وجود مسؤول واحد منهم في طلك التكريم، ولو كانت الدعوة لـ"تكريم" أحد "الناهقين" أو إحدى "الناهقات" لضاقت رحاب دار الصحافة بهم.. و"الطيور على أشكالها تقع".
لقد أحس نصر الدين سعيدوني بالنداء الذي وجهه محمد الشريف ساحلي بوجوب "تحرير التاريخ"، الذي سيجعل "معنًى" لتحرير الجغرافيا، ولذلك عزم على التسلح بالسلاح الذي يضمن تحقيق هذا "التحرير"، وهو سلاح العلم..
فانتسب إلى جامعة الجزائر، وهي أيامنذ -1962- حصن من حصون بقاء الجزائر مستعمرة فرنسية، وكان سدنة هذا الحصن هم من أطلق عليهم تعبير "الحركى المثقفون"، الذين تدثروا - رياء ونفاقا - بدثار "الوطنية"، الذي كان يكشفهم أكثر مما كان يستر عوراتهم.. وكان من مهمتهم حرمان الشاعرين بـ"الاستعمار الثقافي"، المستعدين لمحاربته من ولوج ذلك الحصن، لاكتساب السلاح الذي يمكنهم من تحطيم ذلك الحصن..
لقد أجمع المتدخلون في ذلك التكريم وهم ممن عرفوا الدكتور تتلمذا عليه، وزمالة له، ومصاحبة أنه يتميز ويمتاز بالخلق الكريم، ولم يتسلل "داء الضرائر" إلى نفسه، فلم يحقد على أحد، ولم يحسد أحدا على ما آتاه الله، ولم يتنكر لكل من أسدى إليه معروفا.. وهذه هي أخلاق "الرجال" قبل أن تكون أخلاق "العلماء".
أهم ما يعمل الدكتور سعيدوني الآن على إنجازه هو:
*) إنشاء "مؤسسة نصر الدين سعيدوني"، للبحوث والدراسات التاريخية..
*) إصدار "موسوعة جزائرية".. وأجمل ما في هذين المشروعين أنه غير معتمد فيهما على أي مؤسسة "رسمية" أو "خاصة"، بل هو معتمد في إنجازهما على ما ادخره من مال قليل في عمله بكل من الكويت والأردن، بعدما استغنت عنه الجزائر "الطاردة" للخيّرين من أبنائها..
هنيئا للأخ نصر الدين سعيدوني على تكريمه، وهنيئا له على ما أنجزه لخدمة الجزائر، التي كثر في هذا الزمان مستخدموها لا خادموها.