دخل الأمين العام للأفلان، جمال ولد عباس، في سباق مع الزمن، بعدما نجح في “تهريب” اللجنة المركزية إلى الأسبوع الثالث من شهر مارس من العام المقبل، حيث يحاول استمالة أكبر عدد من أعضاء الهيئة العليا ما بين المؤتمرين، من أجل أن يضمن بقاءه بعد الدورة العادية بعدما تضاعفت دواعي رحيله من على رأس الحزب.
عقدت لجنة الاطارات في حزب جبهة التحرير الوطني، ظهر اليوم، اجتماعا تحضيريا للدورة العادية للجنة المركزية، التي أعلن عنها ولد عباس، أن تكون في اليوم المصادف لذكرى وقف إطلاق النار بتاريخ 19 مارس 2018، وهو تاريخ يدخل في السنة الجديدة، لينهي الحزب سنة 2017 دون أيّ اجتماع للجنة المركزية مثلما ينصّ عليه القانون الأساسي في مادته الـ34، التي تُوجب انعقاد اجتماع لهذه الهيئة مرّة في السنة. وترأس الاجتماع، حبة العقبي، وهو عضو في اللجنة المركزية، يشغل منصب الامين العام لدى رئاسة الجمهورية.
ونجح ولد عباس في الفرار بجلده على الأقلّ إلى غاية العام المقبل، وهو الذي يعيش أيامه الاخيرة، وفقا لما يدور في أروقة الحزب العتيد، بعد اتّساع رقعة المطالبين برحيله، عقب الصورة “المهزل” التي حوّل إليها الحزب بتصريحات أبانت الحزب العتيد في صورة “مضحكة” عشية استحقاق رئاسيات 2019.
وإن كانت الرئاسة لم تعد تؤشّر على وزير التضامن الأسبق، وتوجّهه في تسيير الحزب، فإنّ الوضع يبدو معقّدا على ولد عباس، ذلك أنه يطمح في البقاء على كرسي الأمانة العامة إلى غاية 2019 على الأقلّ، لكنه لا يملك ضمانات من الرئيس. بالمقابل، يواجه ولد عباس، منافسة قوية من قبل مساندين لعودة الأمين العام السابق عمار سعداني، الذي تصاعدت أسهمه عقب عودته إلى الساحة السياسية بمناسبة الحملة الانتخابية للمحليات، وشهد التجمّع الذي نشّطه في كل من عنابة وباتنة وأدرار استقطابا كبيرا للمناضلين.
واجتمعت عدة أسباب من أجل إعادة عمار سعداني، إلى الأمانة العامّة للحزب العتيد، أبرزها قرب موعد استحقاقات الرئاسة، التي معلوم أن التحضير لها قد بدأ منذ انتهاء الانتخابات المحلية.
بالإضافة إلى أسباب صنعها ولد عباس بنفسه، وهي المتعلقة بتراجع حصيلة الحزب في الانتخابات، وتراجع الحضور السياسي وكذا الخطاب السياسي للحزب. ناهيك عن تراجع أداء حزب جبهة التحرير الوطني على مستوى القاعدة، بسبب تشتت قيادات الحزب على المستويين المحلي والوطني مما انعكس سلبا على تماسك صفوفه، وبروز انشقاقات وتصدعات خاصة على مستوى المحافظات .
التدوينة عزرائيل الأفلان يطيل في عمر ولد عباس ظهرت أولاً على الجزائر 24.