المجلس الإسلامي الأعلى يؤكد أنها إلقاء بالنفس إلى التهلكة
فصل المجلس الإسلامي الأعلى أمس، في قضية تحريم ظاهرة الهجرة غير الشرعية أو ما يطلق عليه بـ”الحرڤة”، بعد الجدل الواسع الذي أثير حول الموضوع، حيث أعلن المجلس أن “الحرڤة” تعتبر عملا غير جائز وأن من يقوم بها “آثم” كونها تؤدي إلى التهلكة وتعتبر انتحارا، كما تتضمن ـ حسبه ـ العديد من المخالفات ويترتب عليها إذلال للنفس وخرق للمعاهدات الدولية والداخلية، واقترح المجلس بالموازاة إنشاء وزارة للهجرة تعمل على التعاقد مع الدول الأخرى ليتم إرسال الدفعات من الشباب الجزائري حسب احتياجات تلك الدول.
وقال أبو عبد الله غلام الله، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، في ندوة حول الهجرة الشرعية ومخاطرها نظمت بمقر المجلس، إن “الحرڤة” ظاهرة مؤلمة جدا ولا تجوز شرعا، حيث قال “إنها لا تجوز لأنها تؤدي إلى التهلكة”، كما أكد أن هذه الظاهرة لا يمكن الاستهانة بها وشدد على ضرورة طرحها بجدية بهدف البحث وإيجاد حلول لها من طرف المختصين بدل استغلالها لإظهار القدرات على النقد وتوجيه الاتهامات.
في تصريح للصحافة، عقب ندوة حول الهجرة غير الشرعية أكد رئيس المجلس تحريم ظاهرة الحرڤة، لافتا إلى أن هيئته اقترحت استحداث هيئة أو مؤسسة تابعة للدولة تتولى مهمة التحكم في الهجرة والبحث عن الحلول الناجعة لظاهرة الهجرة السرية التي وصفها بـ “المتوحشة”.
في حين قال كمال بوزيدي، عضو المجلس الإسلامي الأعلى، إن الهجرة السرية لا تجوز شرعا، مشيرا إلى وجود عدة أمور تتعلق بعدم شرعيتها منها تعريض النفس للهلاك والمخاطر بعدما لفت إلى أن الفقهاء أجمعوا على أن ركوب البحر وهو في حالة هيجان لا يجوز، علاوة على ذلك أوضح أن الحرڤة هي مخالفة ولي الأمر وهو ما وصفه بـغير الجائز، إضافة إلى ما يترتب على الهجرة غير الشرعية من إذلال للنفس، وما تسببه من خرق للمعاهدات الدولية والقوانين الداخلية، اعتماد البعض على التزوير وغش السلطات، وأضاف بوزيدي في نفس السياق مستطردا بالقول “إن الحڤرة التي يتعرض لها الشباب هي “حرام” لكن عليه البحث عن سبل للعمل والرزق بدلا من الهجرة غير الشرعية”.
واقترح المجلس الإسلامي الأعلى، إنشاء وزارة للهجرة وذلك عن طريق تعاقد الجزائر مع دول أخرى تحتاج إلى الطاقات الشبابية، ليتم إرسال الدفعات حسب احتياجات تلك الدول.
من جهته الإمام علي عية، قال إن الهجرة غير الشرعية حرام، مشيرا إلى أن أغلب الحراڤين لجأوا إلى قوارب الموت نتيجة اليأس.
وفي سياق آخر، قال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بخصوص إضراب الأطباء المقيمين والأستاذة المستمر لعدة أسابيع، “أعيد طرح السؤال على هؤلاء المضربين، هل يجوز لكم تقاضي رواتبكم وأنتم لا تقدمون عملا؟”.
ف.قردوف