لغط وأخذ ورد وانطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة اللحوم التي قيل أنه سيتم استيرادها من فرنسا قبل أن تتدخل وزارة الفلاحة وتقدم تفسيرا آخر حول قضية استيراد اللحوم من فرنسا او من دولة أخرى، لكن المشكلة الأساسية في قضية اللحوم ليس استيرادها من فرنسا او الهند أو حتى الصين، بل لماذا نستوردها أصلا وما الذي يمنعنا من تنمية ثروتنا الحيوانية وكل شيء متوفر من سهول وإطارات وخيرات لا تعد ولا تحصى ؟ هذه هي القضية الجوهرية والمحورية التي يجب أن تدور عليها كل النقاشات وتطرح حولها كل الأسئلة. فالجزائر بمناخها وسهولها وأراضيها الممتدة على مد الخيال -ولا اقول البصر- يمكنها أن تصبح من كبار المصدرين للحوم والألبان في أفريقيا، لكن كل ذلك بقي منذ عقود مجرد أماني وأحلام شعب ينتظر يوما أن يرى بلاده تخرج من تبعيتها للنفط بعدما صرنا كلنا شعبا وحكومة داخل برميل نفط يتحكم فينا حسب مزاج التقلبات السياسية والميدانية للدول النفطية أو حتى حسب مزاج ساسة العالم. فلا يمكن أن نبقى على هذا الحال من الركود في الوقت الذي تصعد فيه دولا أفريقية وترتقي اقتصاديا وقد كانت بالأمس القريب تعيش على المساعدات الدولية، فثمة خلل وجب أن يتم إصلاحه مهما كلف الأمر حتى تعود البلاد إلى رشدها وإلى الطريق الصحيح في التنمية والتطور .