تُسوّق معاهد الإحصاء الناشطة في الجزائر أرقاما مغلوطة حول نسب مشاهدة القنوات التلفزيونية، فزيادة على الاستحالة التقنية لضبط عدد المشاهدات، أضحت هذه المراكز سبيلا لتحقيق الأموال من خلال نشر أرقام بعيدة عن المصداقية، والغاية هي تلقي أموال من طرف هذه القنوات مقابل تسويق لنسب عالية .
ويرى أخصائيون في مجال سبر الآراء أن الوصول إلى نسب دقيقة في عدد المشاهدات على القنوات التلفزيونية أمر مستحيل، فالوصول إلى أعداد هائلة من أجهزة الاستقبال عبر الساتل في آن واحد هو ضرب من الخيال، كما أن الاعتماد على أسلوب الاستبيان في جمع المعلومات غير ممكن بسبب كبر عينة البحث الممكن استقصاؤها .
ومنذ ظهور القنوات الفضائية بالجزائر وهذه المعاهد تطالعنا بنسب مشاهدة عالية لقناة على حساب أخرى، خاصة في شهر رمضان الذي يعتبر موسم البرامج والمسلسلات، ولعل النسب التي نشرت خلال الأيام الأولى لرمضان هذه السنة تشير بلا ما يدع مجالا للشك للعبث التي أصبحت تمارسه هذه المراكز .
فالمتمعن للبيانات هذه المراكز يرى تباينا كبيرا في النسب بين معهد وآخر مما يجعل هذه الأرقام تفتقد للمصداقية، فقد أصبح لكل قناة معهد يرفعها وآخر ينزل من قيمتها، والغريب في الأمر أن الفجوات بين نسب هذه المعاهد كبيرة، في انتظار صدور قانون خاص ينظم هذا المجال الذي مازالت تطبعه الفوضى .
وفي اتصال مع خالد طه صاحب مؤسسة للبث الفضائي بالأردن ، أكد لموقع الجزائر 24 انه “تقنيا لا يمكن قياس نسب المشاهدة للقنوات التي تبث عبر الساتل وكل ما يقول العكس فهو كلام مردود عليه، وأن اغلب النسب مبينة على استطلاعات رأي”، واعتبر خالد أن الأمر غير دقيق لأنه يعتمد على عينة لا يمكن الحكم من خلالها .