التحضيرات جارية على قدم وساق لامتحانات شهادة البكالوريا، وبعضهم بلغت قلوبهم الحناجر قلقا على ما يعتبرونه مستقبلهم، فلا تجعلوا الحياة تتوقف عند شهادة قد تنالونها فتنهي مواهبكم و أحلامكم، فالحياة واسعة الأفق ولنا في تجارب العظماء الذين شقوا طريقهم بعيدا عن الشهادات ولا يملكون منها سوى إرادة فولاذية ومواهب حباهم الله بها أمثلة حية، فتركوا بصماتهم في العالم وفي التاريخ ولا داعي لذكر الأسماء لأن التاريخ حافل بهم. بل وكم من المحيطين بنا حققوا ما لا يخطر في الاحلام بعد أن قرروا أن ينطلقوا في الحياة بعد تجربة فاشلة في تعليمهم. في كل بلدان العالم تعتبر هذه الشهادة مجرد جسر للوصول إلى مستوى أعلى من نالها فله سبيل في الحياة ومن لم ينلها له أيضا سبيل فيها، فالكثير توقف بهم قطار العلم في مراحله الأولى ولكن استطاعوا أن يكونوا بكدهم وكفاحهم أصحاب مشاريع وأصحاب طموح بل ويوسعوا ثقافتهم لأنهم غير ملزمين بمقررات دراسية ولا بمناهج، بل شغلت مشاريعهم دكاترة وأساتذة وأصحاب شهادات، وأنا هنا لا أتحدث عن الذي يغتني من قروض بنكية لا ترد ومن يغتني بالفساد بل اتحدث عن الذين لهم أهداف واتكلوا على خالقهم فصاروا رقما فاعلا في الحياة. قد تفشل في حيازة شهادة البكالوريا ولكنك ان حددت هدفا في الحياة ستنجح في صنع مصيرك، فلا تتركوا أهداف الحياة تضيع منكم لا لسبب سوى لأن شهادة البكالوريا ضاعت منكم او أي شهادة أخرى، فأنتم من تصنعون مصيركم وليست الشهادة. والحياة من تمنحكم الشهادة وليست وزارة او مؤسسة لتعلق في جدار وينتشر حولها الذباب والغبار