احدى الصحفيات في بلاد أجنبية تخرجت حديثا وذهبت لجريدة تبحث عن وظيفة، استقبلها رئيس التحرير واستمع باهتمام لطموحاتها التي كانت كلها تتعلق بالشهرة الاعلامية وبلوغ النجوم، سألها عن الشؤون التي تود الكتابة فيها، فردت انها تريد أن تكون مختصة في شؤون امريكا اللاتينية، فسألها الرجل الذي قضى نصف عمره في الاعلام عن الذي يعني لها اسم سلفادور الليندي؟ فبقيت واجمة دون رد وسألها مرة أخرى ما الذي يعني لها اسم غابريال غارسيا ماركيز واسم اليزابيت اللندي، فكان ردها الصمت المطبق، وهنا قدم لها الصحفي الخبير درسا في لحظات حيث ستستفيد منه بعدها لسنوات، قال انها لو قرأت روايات اليزابت اللندي وغارسبا ماركيز لعرفت من هو سلفادور اللندي بل وكل صغيرة وكبيرة عن امريكا اللاتينية، الصحفية عملت بالنصيحة وطيلة مشوارها الاعلامي التهمت عديد الروايات التي فتحت لها آفاقا كبيرة في عالم الاعلام، حيث تقول في احدى الحوارات التي اجريت معها ،استطعت ان اكتشف البلدان والشعوب ونظم الحكم والسياسات والتاريخ والجغرافيا والعلاقات الدولية واساليب الحياط وانماط المجتمعات بفضل قراءتي الروايات اذ ان الرواية -على لسان هذه الصحفية دائما- تجعلك تعيش الاحداث دون ان تشعر وترسخها في ذهنك وتجعلك تذكر التواريخ والاحداث واسماء الشخصيات، ومنها استطعت ان اصل الى القمة وصرت خبيرة في شؤون امريكا اللاتينية. عندنا مع الاسف صحفية في تصريح لها تعلن انها فخورة لانها في حياتها لم تطالع كتابا. والآن هل تعلمون لماذا يكتب صحفي في شريط الاخبار -سكان الصحراء يزحفون على الشمال- بدلا من أن يقول مثلا الجنوب في ضيافة الشمال، او عبارة جميلة تجعل الناس يشعرون انهم لحمة واحدة وانهم في وطنهم مثلهم مثل غيرهم وليسوا مجرد زواحف، هذه هي نتيجة الاعلامي الذي لم يقرأ في حياته كتابا ويحاول ان يؤلف كتابا.