البلاد - لطيفة.ب - ستنظر محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء الجزائر، خلال دورتها الجنائية الجارية، في ملف كنة أقدمت على إزهاق روح حماتها بـ26 طعنة سكين لتضح حدا لتهديداتها بتطليقها.
شهد أحداث هذه الجريمة الشنعاء حي الثامن ماي 1945 ببلدية جسر قسنطينة التي اهتز لها سكانه على وقع صراخ الجانية صبيحة يوم الـ14 ديسمبر 2011، وبعد اقتحام الجيران المنزل مسرح الجريمة تفاجأوا بهول ما رأت أعينهم.. جثة جارتهم الخميسينية ملقاة على الأرض تسبح في بركة من الدم، فيما كانت الكنة الجانية منهارة تصرخ وتبكي.
وسعيا منهم لاستفسارها عن الأمر راحت تروي قصة من نسج الخيال مدعية أن شخصين مجهولين اقتحما المنزل واعتديا على حماتها فيما سارعت هي للاختباء رفقة رضيعتها في الحمام. وقالت إن المجهولين تسللا إلى المنزل من الباب الخلفي للمطبخ، وراحت تصف ملامحهما، شاهدتهما بعد قتلهما حماتها، أحدهما كان يرتدي بدلة عمال سونلغاز والثاني يرتدي بدلة رياضية سوداء اللون.
تم إخطار مصالح الأمن التي تنقلت إلى مسرح الجريمة. قام سكان الحي والجيران بالبحث من المشتبه فيهما. وتشاء الصدف أن الأبحاث مكنت من توقيفهما غير أنه وبإحالتهما على ذمة التحقيق لم تثبت في حقهما وقائع الجريمة ما استلزم الإفراج عنهما.
واستمرارا في التحقيق لتوقيف الجاني أو الجانيين، ومن خلال جمع الأدلة من مسرح الجريمة، تبين أن الكنة البالغة حينها عقدها الثاني وهي أم لرضيع وحامل أيضا، هي من نفذت جريمة القتل في حق حماتها بدافع الانتقام، وهو ما أكدته لدى اقتيادها إلى مركز الشرطة، حيث أقرت بجريمتها وأرجعت دوافعها لكثرة المشاكل التي كانت تفتعلها المجني عليها، ما حول، حسب الجانية، حياتها الزوجية إلى جحيم. وأضافت في معرض استجوابها، أنها وضعت حدا لحياة حماتها بعدما هددتها يوم الواقعة بتطليقها بحضور زوجها أي ابن الضحية.
وبعد مغادرته البيت رفقة والده توجهت نحو المطبخ حيث كانت تتواجد الضحية وطلبت منها السماح حول ما جرى بينهما من شجار في تلك الليلة، غير أن الضحية أبت الصفح عنها وتوعدتها بإقناع ابنها بتطليقها كما اتهمتها بسرقة مصوغات جارتهما ثم توجهت حماتها نحو غرفتها، وهو ما أثار غضب الكنة التي راحت تتبعها وهي تحمل قارورة مشروبات غازية زجاجية وسكينا.
وفيما كانت الحماة التي تعاني من داء السكري منهمكة في قياس نسبة السكري باغتتها الكنة من الخلف فضربتها بالقارورة على الرأس فأسقطتها أرضا، ثم أجهزت عليها بـ 26 طعنة بسكين أصابتها على مستوى الرأس ومنتصف الظهر، وبدم بارد غادرت الغرفة وهي تحمل رضيعتها الذي توجهت نحو جدتها وهي تحبو فلطخت ملابسها بالدم وأخفتها بعيدا عن الأنظار قبل أن تهم بالصراخ وتفبرك سيناريو الشخصين المجهولين. ونسبت لها جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، في انتظار ما ستسفر عنه جلسة المحاكمة.