عمال “سونلغاز” يطردون وزير الطاقة .. مواطنون يحتجون ضد زوخ والمحامون يجددون خروجهم إلى الشارع
تواصل كرة ثلج الحراك الشعبي الذي إنطلق في الـ 22 فيفري الماضي للمطالبة بتغيير جذري للنظام، دورانها ويوما بعد يوم يزداد حجمها وتتضاعف قوتها فأضحت خطرا على كل من يقف في طريقها وذلك بفضل من يواصلون دفعها من مختلف شرائح وفئات الشعب الذي يواصل ممارسة الضغط على “العصابة” وكل الوجوه المحسوبة على النظام من خلال المسيرات والوقفات الإحتجاجية السلمية الدورية التي تصدح فيها عبارة “يتنحاو قع“.
نظم أمس آلاف المحامين عبر مختلف ربوع الوطن وقفات إحتجاجية أمام المجالس القضائية كل في ولايته، ومسيرات سلمية، دعما منهم للحراك الشعبي، مرددين شعارات عدة مطالبة برحيل النظام، ومحاسبة كل المتسببين في الفساد، على غرار “محتجون محتجون.. صوت الشعب هو القانون”، “يا دفاع إستميت كلنا كلمة النقيب”، في إشارة منهم إلى واجب التكتل والتوحد في هيئة الدفاع في حق أبناء الوطن، وهو ما أجمع عليه أصحاب الجبة السوداء الذين جددوا خروجهم إلى الشارع في كل من ولايات تيارت، العاصمة، البليدة، البويرة، مستغانم، بجاية، على سبيل المثال لا الحصر.
في السياق ذاته، وفي إستمرار للحصار المفروض على وزراء حكومة بدوي، شكل أمس عمال شركة “سونلغاز” في جسر قسنطينة بالعاصمة، طوقا بشريا لمنع وزير الطاقة الذي كان يقوم بزيارة لمديرية الإنتاج لتدشين ملحق إداري جديد، من مغادرة المكان، وإنتفضوا في وجهه وسط تواجد أمني مكثف، مطالبين إياه بالرحيل بعدما أكدوا عدم إعترافهم به.
هذا ونظم صباح أمس العشرات من المواطنين وقفة إحتجاجية أمام مقر ولاية الجزائر، وطالبوا عبد القادر زوخ، بالرحيل.
كما تجمهرت حشود من المواطنين منذ الساعات الأولى لصباح أمس أمام محكمة سيدي أمحمد بالعاصمة، لانتظار قدوم أحمد أويحيى، الوزير الأول السابق، لحضور جلسة سماعه، ومحمد لوكال، محافظ بنك الجزائر السابق، في قضية منح إمتيازات غير مستحقة لرجال أعمال، وأبى الحاضرون بعين المكان إلاّ أن يعبروا وبطريقة قوية عن كرههم لأويحيى ورفضهم له، فأختاروا كما نقول بالعامية أن “يضربوه بسلاحه”، فحملوا علب وقارورات “الياغورت” ورددوا شعار “الشعب يأكل الياغورت وأويحيى يأكل السوبا”، مذكرين إياه بتصريحه الشهير الذي قال فيه “ماشي لازم تاكلو الياغورت”.
من جهتها أعلنت كونفدرالية النقابات الجزائرية، في بيان لها أمس إطلعت عليه “السلام”، رفضها المشاركة في المشاورات التي دعا إليها رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، معتبرة إياها تعديا وإلتفافا على المطالب الشعبية، ودعت الكونفدرالية ذاتها التي تضم نقابات مستقلة من قطاعات مختلفة، لتنظيم مسيرة وطنية بالعاصمة بمناسبة اليوم العالمي للعمال المصادف للفاتح ماي من كل سنة، بالإضافة إلى مواصلة دعمها النوعي للحراك الشعبي السلمي بسلسلة حركات احتجاجية تحدد طبيعتها وتواريخها لاحقا.
ورفضت النقابات المستقلة المنضوية تحت لواء كونفدرالية النقابات الجزائرية، قرار تنظيم الانتخابات الرئاسية يوم 04 جويلية القادم، لاستحالة أن تكون شفافة ونزيهة في الظروف الحالية، وعليه شدد أصحاب البيان على ضرورة التعجيل بالتأسيس للمرحلة الانتقالية بوجوه ذات مصداقية تحظى بثقة المواطنين ولها قبول شعبي.
وإحتج أمس المئات من أفراد جاليتنا في العاصمة البلجيكية بروكسل، أمام مقر البرلمان الأوروبي، للتعبير عن مساندتهم للحراك الشعبي المطالب برحيل كل رموز النظام، ورفع المعنيون العديد من الشعارات السياسية المناوئة للنظام، على غرار تلك المعبرة عن الرفض القاطع لكل مقترحات الحكومة للخروج من الأزمة، أبرزها “بلادنا سرقوها.. لفرنسا باعوها“، “لا ندوة لا حوار مع نظام الأشرار“، وكذا شعار “يا نظام العصابات قلنا تروحو قع .. يعني قع“.
من جهتها نظمت الجالية الجزائرية في فرنسا، أمس تجمعا حاشدا للأسبوع التاسع على التوالي، في ساحة الجمهورية وسط العاصمة باريس، مطالبة بتحقيق مطالب الشعب ورحيل باقي الباءات.
هذا وتعرض أبو جرة سلطاني، الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، إلى الإهانة في باريس من طرف متظاهرين من جاليتنا في فرنسا الذين طاردوه إلى غايه دخوله نفق الميترو.
هارون.ر