قال إن النظام السياسي القائم لا يزال يتصرف بنفس المنطق السابق
ثمن عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، الحراك الشعبي الذي إعتبره منحة ربانية أنقذت الجزائر من الهلاك المُحتم، مشيرا إلى الموقف السياسي للجزائر اليوم بعد ستة أشهر تقريبا من الحراك، الخائض في فلك الغموض -حسبه-، معتبرا أنه قام بإهانة وإذلال نفسه من أجل الجزائر.
وتمسك مقري خلال كلمة ألقاها في إفتتاح الجامعة الصيفية للحركة في بومرداس، بمخرجات إجتماع المعارضة يوم 06 جويلية والمتمثلة في وثيقة عين البنيان، مشيرا إلى تجاهل النظام إلى هذه الوثيقة قائلا: “إن النظام السياسي القائم لا يزال يتصرف بنفس المنطق السابق وهو منطق الإستعلاء وعدم إحترام الأحزاب وفرض سياسية الأمر الواقع، محتما على جميع من في الساحة أن يؤيد ويساند، فقط كونهم لم يعتبروا ممن سبقوهم”.
كما إستغل عبد الرزاق مقري الفرصة للترحم على ضحايا التدافع في حفل المغني الجزائري المغترب “سولكينغ” ليلة الجمعة في ملعب 20 أوت 1955 بالعاصمة، حيث أسفر عن 5 ضحايا والعديد من الجرحى، داعيا الله عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يرزق ذوبهم السلوان وأن يجعل قادم الأيام بشائر خير على أبناء الجزائر وبناتها، كما إختار تجاوز التوغل والتدقيق في تفاصيل الحادثة.
وذكر المتحدث، بمبادرة الوفاق الوطني، التى أطلقتها حركة مجتمع السلم قبل الحراك الشعبي، معتبرا أن الجزائر تحتاج إلى مرحلة توافقية لإنتقال ديمقراطي سلسل، موضحا في ذات السياق: “قلنا سابقا أن الجزائر تحتاج لمشروع رئيس توافقي نسنده جميعا، إلا أن البعض كان مستعجلا لخلافة بوتفليقة وهو الصراع الذي كان يدور في دولاب السلطة قبل 22 فيفري، لينقلب السحر على الساحر بخروج الشعب الجزائري للشارع رافضا الجميع” مردفًا: “أما اليوم فإننا نعيش مرحلة من الغموض والتأجيل كانت ستنقذنا منها مبادرة الوفاق الوطني لو جُسدت”.
وأشار رئيس “حمس”، إلى أن الحركة لطالما تحدثت عن الفساد الإقتصادي لكنها تبقى متفاجئة من الأعداد الهائلة للمسؤولين الذين يقتادون تابعا إلى السجون، مؤكدا أنهم كلهم ثبتت ضدهم الأدلة، مسجلا أن ما يحدث يظهر أن البلد كان محكوما من عصابة مافيا إستأثرت بالعلم الوطني والنشيد الوطني وسكنت الدولة.
ودعا عبد الرزاق مقري، مناضلي “حمس” إلى المشاركة بقوة في الحراك الشعبي، معتبرا وجودهم في الحراك إضافة في ميزان القوة وتمثيلا لجناح الديمقراطية والحرية، مضيفا في نفس الصدد: “وإذا ما إنسحبتم من الحراك أفسحتم المجال للعلمانيين، وهو الجناح الذي لا نتوافق معه أو نلتقى وإياهم في الفكر السياسي، كما نعرف البعض منهم ممن لا يعرفون للسياسية أسلوب غير الضغط، حيث ستتركون لهم المجال لبعث فكرهم وتمثيل الأغلبية وسط الحراك، السلطة ستتفاوض مع الفئة الممثلة والفارضة لإرادتها، إحذروا الخروج من الحراك فسيقضى الأمر بغيركم”.
أدم.س