"ماكاش منها كورونا" !..تفسير علمي لظاهرة "إنكار" الجائحة



...

البلاد.نت - محمدعبدالمؤمن - مع تواصل ارتفاع عدد الحالات الجديدة للإصابة بوباء كورونا في الجزائر إلى مستويات قياسية منذ 26 جوان الماضي ، عبّر الوزير الأول عبد العزيز جراد بشكل صريح عن استغرابه مما وصفه بـ"لامبالاة" بعض الجزائريين إزاء الوباء ، وقال إنه في حاجة إلى دراسة "سوسيولوجية" ( اجتماعية )  لتفسير هذا السلوك الذي يتسبب في تأخير السيطرة على الوباء بسبب عدم احترام إجراءات الوقاية الموصى بها، وقبله ذكر بيان للرئاسة أن الرئيس تبون سجل "بمرارة" تصرفات بعض المواطنين، قال إنهم يريدون إيهام غيرهم بأن الوباء "مجرد خرافة" بينما ضحايا الجائحة يُعدّون بالآلاف يوميا عبر العالم.

كان الوزير الأول يشير في تصريحه إلى ظاهرة إنكار وجود الوباء العالمي التي تدفع فئة من المواطنين إلى تحدّي إجراءات الحجر المفروضة للحدّ من تفشي الفيروس ، وفي الواقع هناك تفسير علمي تقدّمه لنا "السيكولوجيا" ( علم النفس ) لهذا الإنكار الذي يحرّك سلوك التهاون في الالتزام بتفادي التجمعات وارتداء الكمامة ، بحجّة أن كورونا "غير موجودة".

 

ميكانيزم نفسي "شائع" في المجتمع الجزائري وراء تكذيب تفشّي الوباء

تقول الأخصائية النفسانية فاطمة الزهراء تلامسي لـ"البلاد.نت" إن الإنكار هو ميكانيزم دفاعي نفسي تستخدمه الأنا للحفاظ على توازنها في مواجهة واقع أو أحداث صادمة ، بحيث يتمّ رفض وجود هذا الواقع بشكل لاشعوري ، أي تلقائيا ومن دون أن يشعر الفرد بأنه ينكر الواقع لحماية جهازه النفسي.

وتوضح تلامسي أن هذه الآلية الدفاعية التي تلجأ إليها النفس لحماية توازنها عادة ما تكون وسيلة إيجابية بيد الإنسان لتجاوز الصدمات والذكريات القاسية ، بشرط أن تبقى محدودة زمنيا ولا تصاحب الفرد طيلة حياته ، فعلى سبيل المثال، يمرّ جميع الأشخاص الذين يعايشون تجربة فقدان شخص عزيز بسبب الوفاة بلحظات ينكرون فيها رحيل ذلك الشخص ، لكن سرعان ما يتقبلون الواقع الجديد ليعودوا إلى حياتهم الطبيعية مع مرور الوقت.

لكن في حالة استمرار الإنكار أو تسببه في أضرار نفسية وصحية للفرد ، كما هو الأمر في حالة إنكار وجود فيروس كورونا الذي أودى بحياة عشرات الآلاف عبر العالم ، يتحوّل الميكانيزم الدفاعي إلى عكس وظيفته، فيما يشبه اضطرابات المناعة الذاتية التي تسبب عدّة متاعب صحية في عالم الطب، بفعل نشاط غير طبيعي لجهاز المناعة الذي يفترض به أن يحمي الجسم.

هناك أسباب كثيرة تسمح للإنكار بأن يكون حالة شائعة بين الجزائريين على وجه الخصوص ، فالتجارب المؤلمة التي مرّ بها معظم سكان البلاد من العشرية السوداء إلى الكوارث الطبيعية المختلفة ، تجعل أفرادا كثيرين غير قادرين ، حسب محدثنا، على مواجهة ضغوط نفسية جديدة ، فيكون الإنكار حلّا يلجأون إليه لاشعوريا من أجل أن لا يعيشوا ضغطا نفسيا مثل الذي يتسبب فيه التحرّز من الإصابة بوباء عالمي يصيب الرئتين ويؤدي إلى الوفاة.

 

منكرو كورونا..هل هم "غير خائفين" حقّا؟!

يخيّل إلينا مما يظهر على سلوك منكري وجود كورونا من جسارة وجرأة على مخالفة قواعد الوقاية ، أن هؤلاء الأشخاص لا يخافون الوباء ، فهم لا يرتدون الكمامات الواقية ولا يبالون بقضاء الليل في تجمعات تستمرّ لساعات هنا وهناك ودون أي مراعاة لتوصيات التباعد الصحي، لكن ما يقوله علم النفس سيكون مفاجئا في هذا الخصوص ، فعلى النقيض تماما مما نتصور ، الخوف هو السبب العلمي لسلوك إنكارة الجائحة.

في كتاب شهير يحمل عنوان "الفصامي، كيف نفهمه ونساعده"، ويتحدث عن اضطراب نفسي ( الفصام) ليس له علاقة بموضوعنا ، يشرح الطبيب والمعالج النفسي الأمريكي ذو الأصول الإيطالية سيلفانو أريتي (1914-1981 ) كيف يؤدي الخوف المبالغ فيه من المرض العقلي إلى إنكار وجوده.

يقول أريتي في كتابه إن "الخوف من المرض العقلي ، وفهم المرض العقلي على أنه شيئ يدعو للخوف أو يثير الرعب، يؤدي إلى إنكاره، كذلك فالاعتقاد بأننا نحن أيضا، لو انحرفنا في السلوك أو لو اتخذنا موقفا متطرفا أو مثيرا للخلاف أو غير مألوف ، قد نوصم خطأ بأننا فصاميون ، هذا الاعتقاد يؤدي إلى إنكار وجود الفصام، كذلك فإن توجسنا من أننا ربما نعاني من هذا المرض خفية ، يؤدي بنا إلى إنكاره".

لا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لإنكار كورونا ، فالجائحة أصبحت مصدر قلق وهلع لمجتمعات العالم فضلا عن المجتمع الجزائري، والتغيّرات التي تطرأ على السير الطبيعي لحياة للناس اليومية بسبب إجراءات الحجر الصحي تزيد من حدّة هذا القلق، الذي يؤدي عند البعض إلى الإنكار.

 

..والحل ؟

بالنسبة للحلول ، تقترح الأخصائية النفسانية تلامسي مايلي: 

-توعية الأفراد بطبيعة الوباء وحثّهم على التفكير به بشكل عقلاني بدلا من الاستسلام للهلع العاطفي الناتج في الغالب عن خرافات ومعلومات غير دقيقة عن الفيروس.

-إبراز العواقب السلبية لعدم احترام إجراءات وقواعد الوقاية من الوباء ، وبأن الإنكار لا يحمي من احتمال الإصابة بالعدوى بالمقارنة مع الوقاية في جميع الأحوال.

-لا مزيد من التخويف، لن يجدي ذلك نفعا مع منكري الوباء ، بل من شأنه أن يزيد الأمر سوء، بدلا من ذلك يجب تغليب الجوانب الإيجابية دون إغفال المخاطر والاحتمالات السلبية.

-مساعدة الأشخاص على تقبّل وضعية تفشي الوباء ، وعلى التعبير عن مخاوفهم في نفس الوقت ، وهنا يمكن الاستعانة بتقنيات نفسانية عديدة مثل التفريغ الانفعالي، والتعبير عن طريق الكتابة أو الرسم وغير ذلك.


إقرأ بقية المقال على البلاد.

Photos droles d'animaux

Les 10 pays les plus chers au monde pour vivre

Quiconque envisage de voyager et de visiter de nouveaux pays, villes et civilisations, ou de s'installer dans un nouveau pays, et de commencer une vie différente de celle qu'il menait auparavant, devrait lire ce rapport avant de faire quoi que ce soit, car vous pourriez être choqué de connaître le coût de vie dans certains de ces pays très petits et moins connus du monde. Voici une liste des 10 pays les plus chers à vivre dans le monde, basée sur les frais d'hébergement et de subsistance d'une personne vivant dans la capitale de chaque pays, et selon la population.

Photos droles d'animaux

Tourisme: 10 villes moyennes pour s’évader en France

Voici une compilation de 10 villes moyennes pour s'évader en France.

Photos droles d'animaux

Les photos d'animaux les plus droles!

Voici une compilation de photos réelles d'animaux capturées dans des positions droles.

Tourisme: 7 pays que vous pouvez visiter cet été sous conditions

Tourisme: 7 pays que vous pouvez visiter cet été sous conditions

La vaccination contre le virus Corona (Covid-19) pourrait ouvrir les portes de voyages dans de nombreux pays cet été. Quels sont les pays les plus en vue qui ont annoncé l'ouverture de leurs portes aux touristes au cours de la période à venir?

Population du monde en 2100

Les 10 pays les plus peuplés du monde en 2100

Le Programme des Nations Unies pour le développement (PNUD) prédit dans son dernier rapport que la population mondiale en 2100 sera de 10,88 milliards. Les pays les plus peuplés du monde ne seront plus les mêmes qu’aujourd’hui.



مواقع أخرى