ورافق الفقيد غرانغو الى مثواه الأخير بالمقبرة المسيحية للمدنية، بعض العشرات من الأشخاص، في حزن كبير. حيث كان هذا الظرف الأليم فرصة لالتقاء زملاء الفقيد السابقين و أصدقاءه للتطرق الى خصاله.
وأكد للصحافة وزير الصحة و السكان و اصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد انه "لظرف حزين نفقد فيه البروفيسور جون بول غرانغو . لقد فقدنا بروفيسور وأيضا رجل عظيم كان من خيرة أبناء الجزائر. رجل فذ صاحب قيم أخلاقية والذي لم تكن الابتسامة تفارق وجهه ابدا".
وكان وزير الصحة مرفوقا بالوزير المنتدب المكلف بإصلاح المستشفيات، إسماعيل مصباح الذي أشار هو أيضا الى "الإنسانية" التي كانت تميز الفقيد قائلا: "لقد كان استاذي و معلمي انه رجل ليس هناك عدد كبير من امثاله في مجال العفوية و الحضور و العمل و التكوين و الاجتهاد في أي وقت", مذكرا بالبرامج الصحية العديدة التي بادر بها منها الرزنامة الوطنية لتلقيح الأطفال، الذي يعتبر الفقيد من بين معديها.
وحرص الوزير على تقديم شهادته بان الفقيد "كان أيضا مناضلا عن القضية الوطنية" حيث بقي في الجزائر بعد الاستقلال واختار العيش والعمل فيها وتكوين أجيال من الأطباء الجزائريين.
إقرأ أبضا: وفاة البروفيسور غرانغو: السيد جراد يشيد بأحد ابناء الجزائر
وقالت من جهتها فضيلة شيتور وهي من الزملاء السابقين للفقيد ان هذا الاخير "علمنا حبه لمرضاه لقد كانت له طريقة مميزة في التكفل بالمرضى وفي رفع معنويات أوليائهم واقاربهم. كما كان يتحلى ببعد الأستاذ البصير ذو البيداغوجية المثالية وكذا فن تسهيل الرسالة من خلال التموضع في مكان التلميذ. لقد ترك لنا ارثا لا يمكن تقييمه بثمن".
وحرصت ذات المتحدثة و هي مناضلة فذة عن حقوق الانسان على الإشارة الى "مغزى الصحة العمومية و تنظيم طب الأطفال الذي يعتبر الفقيد أبا لهذا التخصص و أيضا لطب الرضع حديثي الولادة في الجزائر", مذكرة بان الفقيد كان رفقه البروفيسور مازوني المبادرين بإنشاء اول وحدة لهذا التخصص في الجزائر.
كما أبرزت ان البروفيسور غرانغو "هو من كتب الدفتر الصحي ورقة بورقة وسطر بسطر" هذا الدفتر الذي يعتبر وثيقة ثمينة بالنسبة للعائلات الجزائرية".
وقالت الطبيبة المختصة في علم النفس فايقة مجاهد وهي صديقة للزوجين ماري-فرانس وجون بول غرانغو ان اول سنوات عملتها كانت بمصلحة الصحة العمومية بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية لبني مسوس الذي كان الفقيد يشرف على تسييرها، مضيفة انها "مصلحة متعددة التخصصات حيث تعمل مختلف الجنسيات في تعايش ودي".
وقالت "لقد تعلمت مع البروفيسور غرانغو روح تقاسم المعارف والكرم" قبل ان تتطرق الى تعاونها سابقا مع السيدة غرانغو ونادية ايت زاي في ملف العنف ضد النساء، وهو "عمل رائع تم في الميدان عبر كامل الجزائر".
وحرصت من جهتها رئيسة مركز الاعلام والتوثيق من اجل الطفل والمرأة، السيدة ايت زاي "على الإشادة بذاكرة الفقيد وبالتزام جزائري ولد وكبر واختار طريقه الى جانب الجزائريين بعد استقلال البلد".
وأضافت قائلة "لقد كان شخصا موقرا في كل مكان. فكل مواطن يقول لك بانه عالج ابني في يوم ما", مذكرة بان جون بول غرانغو كان عضوا في "الفدرالية من اجل المساواة" في حين كانت زوجته من أعضائها المؤسسين سنة 2012.
وذكرت انه على الرغم من سنه المتقدم، كان الفقيد حاضرا و يتابع الأخبار و الاحداث السياسية و هذا الى غاية آخر ورشة له و هي مخطط السرطان الذي شارك في اعداده", قبل ان تضيف: "لقد فقدنا مدرسة. ومن المهم ان يحظى اليوم بهذا التكريم الخاص".
توفي البروفيسور جون بول غرانغو,أحد رواد الصحة العمومية في الجزائر ما بعد الاستقلال امس الثلاثاء بالجزائر العاصمة عن عمر يناهز 82 سنة.