نشر النائب السابق عن الجالية في الخارج، نور الدين بلمداح، فيديو على صفحته بالفايسبوك أرسلها له مواطن جزائري مسافر على طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية عائدة من بروكسل إلى الجزائر بتاريخ 24 أوت المنصرم، تبين أن الطائرة فارغة من الركاب، ويقول صاحب الفيديو أنه كان يريد اصطحاب زوجته وابنه على متن هذه الرحلة إلا أن العاملين بمكتب الخطوط الجوية ببروكسل أخبروه بأنه لا توجد أماكن شاغرة.
الفيديو مسجل أثناء الرحلة ويسمع دوي المحركات، وهو دليل آخر يكشف الطغمة التي تحكم هذه المؤسسة وتخطط لإفلاسها ربما لتمكين رجل أعمال من الموالين لهم لاقتنائها، مثلما كان يخطط له رجل الأعمال المحكوم في عدد من قضايا فساد ونهب للمال العام علي حداد، وهذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها مسافرون عن جرائم مماثلة في حق الشركة الوطنية، بعد فضيحة شركة النقل البحري التي عادت من أشهر وعلى متنها 75 راكبا فقط، بينما كان يرد المشرفون عليها على المسافرين الراغبين في العودة إلى الوطن أنه لا توجد أماكن شاغرة، وتبين لاحقا أنهم كانوا يعملون لصالح الشركة الفرنسية التي عادت سفينتها مملوءة عن الآخر بمسافرين جزائريين، وحرموا الشركة الوطنية من مداخيل هي في حاجة لها، القضية التي تم على إثرها محاكمة وسجن مدير هذه الشركة ومتابعة موظفين آخرين بنفس الجرم.
ويبدو أن جهة ما ناقمة على البلاد وتستهدف الحكومة ورئيس الجمهورية خدمة لمن كانوا يطالبون بمرحلة انتقالية ورفضوا اجراء انتخابات رئاسية، من أذيال العصابة التي نهبت البلاد، وما زالوا يواصلون انتقامهم من السلطة التي وضعت حدا لأوليغارشية علي حداد والاخوة خنينف وأحمد أويحيى وغيرهم من أسماء العصابة التي التوت على دواليب الدولة أيام حكم بوتفليقة مستغلة مرض وعجز الرجل.
لا أدري من يحمي هؤلاء الخونة في دواليب السلطة، ويمكنهم رغم تهديدات رئيس الجمهورية لهؤلاء بالمتابعة القضائية، من الاستمرار في عملية تخريب ممنهجة لضرب الاقتصاد الوطني وهو أمر لا يقل خطورة عما ألحقه الإرهاب بالاقتصاد الوطني سنوات الجحيم والذي انتهى بتفكيك النسيج الصناعي الوطني وبيع مؤسساته بالدينار الرمزي وفق منطق الجهوية المقيتة، لمقربين ممن كانوا يمسكون زمام السلطة وقتها، مستغلين جو الرعب والدمار الذي ألحقته الجماعات الإرهابية بمواطنين عزل.
وزارة النقل مدعوة للتحقيق في هذه الجريمة وغيرها لوضع حد لأذناب العصابة لم يمسها بعد منجل العدالة وما زالت تسيطر على قطاعات حساسة مثل قطاع النقل وقطاعات أخرى.
حدة حزام