ثارت ثائرة الجزائريين بعد أن صار يسوق كل ماهو جزائري على أنه مغربي، وبدعم من السلطات المغربية، التي تستفز الجزائر، بعد فشل الخطابات السياسية، بالفن والثقافة فتارة تمنح المطربين الجزائريين الجنسية المغربية، وأحيانا أخرى تنظم مهرجانات للباس التقليدي وتسرق الأزياء. كل شيئ مسموح سرقته كما لا يزال الاعلام المغربي مستمر في حملة للسطو على التراث الثقافي الجزائري في وضح النهار . و الغريب في الأمر أن هذا السطو مس كل القطاعات ، لم يسلم منها اللباس التقليدي لولاية قسنطينة و لا الكاراكو العاصمي و لا الشدة التلمسانية (اللباس التقليدي لمملكة الزيانين ) و لا البلوزة الوهرانية . ليس ذلك فحسب ، فالمخزن راح ينسب لدول أجنبية كل ما هو جزائري كما هو الحال بالنسبة لأغاني الراي و دقلة نور و اللباس التقليدي الجزائري. والغريب في الأمر أن حتى الشخصيات الجزائرية التاريخية لا يجد المغاربة حرجا في اقتلاعهم من جذورهم الجزائرية كما هو الحال لملوك البربر: ماسينيسا و الكاهنة و .. وفجأة بقدرة قادر أصبحت البلوزة الوهرانية مغربية ولا تزال السلطات المغربية تشجيع دور الأزياء على سرقة التصاميم الجزائرية المتنوعة للباس التقليدي الجزائري الخاص بالأعراس، من القندورة الوهرانية إلى القندورة القسنطينية المعروفة بالفرقاني. وامتدت الحملة إلى غاية التسويق في الفضائيات وحفلات الأزياء لهذه الموديلات والتصاميم على أنها تراث مغربي خالص، رغم أن التاريخ والمخطوطات والمؤلفات لا تذكر يوما أن “المجبود” مثلا مغربي. ذلك ما يجعل الوزارات المعنية والجمعيات مدعوة لحماية التراث الوطني من السرقة، و في هذا الصدد تقول نسرين وهي مصممة ازياء : "يجب تبليغ الجهات المعنية بما يحدث يوميا، فالسكوت يعني الرضا والقبول بسرقة موروثنا الثقافي في وضح النهار . فانا اشعر بالخيبة حين أرى منشطات في تلفزيون مغربي يستعرضن اللباس التقليدي الجزائري على انه مغربي" اما المصممة لينا فتقول " ملازمش نسكتو ثراثنا هويتنا تاريخنا راهم يعبتوا بيه لي يقدر يوصل هاذ الفيديوهات اللي في اليوتوب للوزارة المعنية يا الله نتعاونوا و الله غير فلبي وجعني". وفي تويتر راح الشاب “روزي” يصرخ بكل صوته "أين وزارة الثقافة .. لماذا لا نحمي اللباس التقليدي الجزائري من المغاربة ؟”، أما ميرة فتقول مستغربة “ وفجأة بقدرة قادر أصبحت البلوزة الوهرانية مغربة…لن نسكت عن هذه التجاوزات مهما حاولتم”. مضيفة “ لست ادري لما يصر المغاربة على جعل البلوزة الوهرانية و القندورة القسنطينية و الكاراكو العاصمي تراث مغربي.. هذا غير مقبول. وكتبت أخرى " وتضيف الفتاة متسائلة " الأخوة ..كيف تتجرؤون على سرقة تراث بلد " اما الشاب رضا سغارالمهتم بالثقافة فيقول: "العام الماضي نظم المغاربة عرض أزياء مغربي في دبي و من بين الأزياء التي عرضت نجد : الكاراكوو الذي هو جزائري خالص يلبس في وسط و غرب الجزائر و هو مزيج من الحضارة العثمانية و الأندلسية لكن تبقى العاصمة و ولايات الوسط الحاضنة لهذا النوع من اللباس نظرا لتأثر العثماني في الوسط مدينة الجزائر بليدة مدية تيبازة. من جهته يقول زبير فاضل ان مدينة وجدة كانت قد قامت بتنظيم مهرجان لبلوزة العام الماضي ،بمشاركة من الجمعية الشرقية للتنمية وبشراكة مع وكالة تنمية أقاليم الشرق . كخطوة استفزازية للجزائر. مضيفا " وبجودتها تبقى للتكشيطة خاصيتها فهي مفخرة النساء من جميع الطبقات. حيث تجد أن المغربيات لا يزلن يفضلن اللجوء إلى الخياط عوض التصميمات الحديثة. اما حميد ايت حمو فيقول : ".. المغاربة سرقوا منا التراث و التاريخ والجزائري يتفرج " مضيفا "حتى القفطان ليس مغربي انما تركي ، لكنهم فى المغرب يدعون عكس ذلك" .