
شهدت شبكة الإنترنت كارثة إلكترونية جديدة يمكن أن تؤثر على جميع المستخدمين حول العالم بلا استثناء. فقد تسربت مليارات كلمات المرور، وانتقلت إلى أيدي اللصوص والقراصنة، مما دفع شركات الأمن السيبراني إلى حث عملائها وكافة المستخدمين على تغيير كلمات المرور الخاصة بهم فوراً، خاصة تلك المستخدمة للوصول إلى الحسابات البنكية أو خدمات البريد الإلكتروني.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن هذا التسريب الضخم الذي يحمل اسم (RockYou2024) أصبح متاحاً على الإنترنت منذ الرابع من يوليو الجاري، ويضم نحو 10 مليارات كلمة مرور مجمعة من اختراقات بيانات قديمة وجديدة، تم تجميعها في ملف واحد وعرضها على منصة واحدة.
وأشار الباحثون إلى أن هذه المعلومات قد تمكن المتسللين من استهداف أي نظام غير محمي ببرامج أمان قوية، بما في ذلك الخدمات عبر الإنترنت وخارجها، والكاميرات عبر الإنترنت، والأجهزة الصناعية. وأفادت "ديلي ميل" أن هذا التسريب قد يؤدي إلى موجة من خروقات البيانات، والاحتيال المالي، وسرقة الهوية باستخدام كلمات المرور المسربة، والتي تم جمعها من أكثر من أربعة آلاف قاعدة بيانات على مدى العقدين الماضيين.
الباحثون في شركة (Cybernews) الذين حققوا في الاختراق كشفوا أن الجاني الذي يقف وراء هذا التسريب يستخدم الاسم المستعار (ObamaCare)، ويبدو أنه استخدم 8.4 مليار كلمة مرور من منتدى جريمة سابق صدر في عام 2021، بالإضافة إلى جمع 1.5 مليار كلمة مرور جديدة إضافية من سجلات جديدة بين عامي 2021 و2024.
وكتب "أوباما كير" على الإنترنت: "جاء عيد الميلاد مبكراً هذا العام"، مضيفاً: "أقدم لكم قائمة كلمات مرور جديدة على rockyou2024 تحتوي على أكثر من 9.9 مليار كلمة مرور". وأشار إلى أنهم "كسروا أيضاً بعض الكلمات القديمة باستخدام بطاقة الرسوميات 4090 الجديدة من إنفيديا المتطورة، والتي تحتوي على كلمات مرور حقيقية جديدة من المستخدمين".
وفقاً لما توصل إليه الباحثون الأمنيون، فإن هذه البيانات المسربة تحتوي على كلمات المرور لملايين المستخدمين على شبكة "إكس" وشبكة "لينكد إن" وغيرهما. وأكد الباحثون أن "هذا التسريب عبارة عن تجميع لكلمات المرور في العالم الحقيقي التي يستخدمها الأفراد في جميع أنحاء العالم"، مضيفين أن "الكشف عن العديد من كلمات المرور للجهات الفاعلة المهددة يزيد بشكل كبير من خطر الهجمات الإلكترونية".
وأشار الباحثون إلى أن أخطر ما في هذا التسريب هو أن المتسللين يستخدمون كلمة مرور من خرق بيانات واحد لتسجيل الدخول إلى خدمة غير ذات صلة، مثل استخدام كلمة مرور تم الحصول عليها من تسريب (AT&T) لمحاولة الوصول إلى الحساب المصرفي للشخص.