شهد ملعب "ميلود هدفي" في وهران، مساء الخميس، انتفاضة المنتخب الجزائري لكرة القدم في مواجهة قوية أمام منتخب غينيا الاستوائية، ضمن الجولة الأولى من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025. رغم البداية البطيئة في الشوط الأول، تمكن "الخضر" من حسم المباراة لصالحهم بثنائية نظيفة، ليضعوا أولى نقاطهم على طريق التأهل.
تحت إدارة طاقم تحكيمي من بنين بقيادة حكم الساحة جيندو لويس هونيانداندي، بدا الشوط الأول بطيئًا من جانب المنتخب الجزائري، إذ افتقر اللاعبون للتناغم بين الخطوط الثلاثة، مع غياب التنسيق الهجومي وإهدار الفرص. ورغم محاولات فردية، أظهرت الأنانية لدى بعض اللاعبين أمام مرمى الخصم عائقًا واضحًا أمام تسجيل الهدف المبكر.
واحدة من أبرز هذه الفرص كانت ركلة الجزاء التي أتيحت للنجم العائد رياض محرز في الدقيقة الـ24، والتي كانت فرصة ذهبية له لاستعادة الثقة مع الجماهير والتصالح مع أدائه الشخصي، إلا أن محرز لم يوفق في تحويلها إلى هدف، مما زاد من الضغوط على المنتخب الوطني. بالمقابل، استغل منتخب غينيا الاستوائية المساحات عبر هجمات مرتدة سريعة، ورغم قلتها، كانت هناك لحظات خطيرة كادت أن تهدد مرمى الحارس الجزائري أنطوني ماندريا.
في الشوط الثاني، تغيرت الأمور بشكل كبير لصالح المنتخب الجزائري. حيث ظهروا أكثر تصميماً ورغبة في تحقيق الفوز، وتمكنوا من كسر حالة الجمود في الدقيقة الـ69 عن طريق متوسط الميدان حسام عوار، الذي سجل هدف المباراة الأول بعد جهد جماعي وتنظيم هجومي أفضل.
ورغم أن المدرب فلاديمير بيتكوفيتش تأخر في إجراء التبديلات، وهو ما أثار بعض التساؤلات بين الجماهير والمحللين، إلا أن دخول كل من أمين غويري وياسين بن زية في الدقيقة 78 بدلاً من إسماعيل بن ناصر وبغداد بونجاح كان له أثر إيجابي. ففي الوقت بدل الضائع، تمكن البديل غويري من تسجيل الهدف الثاني (90+5)، مما أكد انتصار الجزائر وطمأن الجماهير في المدرجات وخارجها.
كانت هناك فرص سانحة في الدقائق الأخيرة، خاصة من سعيد بن رحمة وياسين بن زية، لكنهما لم يتمكنا من تعزيز النتيجة. رغم ذلك، كان الفوز كافيًا لتأكيد سيطرة "محاربي الصحراء" على المباراة في نهايتها، ولإعادة الثقة للجماهير بعد الأداء غير المقنع في الشوط الأول.
ورغم هذا الفوز، يبدو أن بيتكوفيتش أمامه الكثير من العمل، إذ يحتاج الفريق إلى تحسين الأداء الجماعي وتفادي الاعتماد الزائد على المهارات الفردية. كما أظهرت المباراة الحاجة إلى المزيد من التنسيق والتفاهم بين اللاعبين، وخاصة في الشوط الأول الذي شهد أداءً باهتًا. لكن الجانب الإيجابي هو أن شباك ماندريا بقيت نظيفة، وهي نقطة تُحسب للمدرب السويسري الذي عانى في المباريات الأربع السابقة من تلقي الأهداف بسهولة.
وفيما يتعلق بالمجموعة الخامسة، كان من المقرر أن يتبارى منتخب الطوغو مع ليبيريا على أرضه مساء الجمعة، فيما سيخوض المنتخب الجزائري مباراته المقبلة خارج الديار ضد ليبيريا مساء الثلاثاء المقبل. في المقابل، سيلعب منتخب غينيا الاستوائية مع الطوغو على أرضه قبل ذلك بيوم.
مع انطلاق التصفيات، يتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني من كل مجموعة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، وهو ما يجعل كل نقطة ثمينة في هذه المرحلة المبكرة من التصفيات.
ختامًا، أظهر المنتخب الجزائري أنه قادر على تقديم أداء قوي رغم الصعوبات، لكن التحديات القادمة تتطلب المزيد من العمل والتحسن، خاصة إذا ما أراد "محاربو الصحراء" الحفاظ على مكانتهم في القارة الإفريقية والمنافسة على اللقب القاري.