في سهرة كروية مثيرة، شهدت ندوتها الصحفية تصريحات واضحة ومباشرة، أعرب الناخب الوطني الجزائري، فلاديمير بيتكوفيتش، عن تقديره لأداء المنتخب المنافس عقب المباراة التي جمعت "الخضر" بمنتخب غينيا الاستوائية. المواجهة التي كانت لحساب الجولة الأولى من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، انتهت بفوز المنتخب الجزائري بهدفين دون رد، إلا أن المدرب الصربي بدا كمن "خرج من عنق الزجاجة" بعد مواجهة مع خصم وصفه بـ "العنيد" والذي "خلق لنا عدة صعوبات" على حد تعبيره.
الشوط الأول: بداية متعثرة أمام خصم قويفي بداية الندوة الصحفية، اعترف بيتكوفيتش بأن الشوط الأول كان دون المستوى المتوقع من المنتخب الجزائري. وأشار إلى أن الفريق لم يتمكن من خلق أي فرصة خطيرة خلال تلك الفترة، مؤكدًا أن ذلك يعود إلى "قوة الفريق المنافس بدنيًا"، حيث تمكن منتخب غينيا الاستوائية من الدفاع عن منطقته بإحكام.
وقال المدرب في هذا السياق: "في المرحلة الأولى لم نستطع خلق أي فرصة خطيرة أمام خصم قوي بدنيا وعرف كيف يدافع عن منطقته". كان المنتخب الجزائري يواجه صعوبة في اختراق الدفاع الصلب لغينيا الاستوائية، مما أثار قلق الجماهير التي ملأت مدرجات الملعب.
الشوط الثاني: سيطرة الجزائر وأهداف قاتلةرغم الصعوبات في الشوط الأول، أكد بيتكوفيتش أن الفريق قد استعاد السيطرة في الشوط الثاني. وأوضح أن اللاعبين دخلوا هذه المرحلة بروح جديدة، حيث تمكنوا من فرض أسلوبهم على المباراة واستحوذوا على الكرة بشكل أفضل.
وقال بيتكوفيتش في هذا الصدد: "لكن في الشوط الثاني مسكنا بزمام الأمور، واستطعنا تسجيل هدفين". وكان الهدف الأول من توقيع اللاعب حسام عوار في الدقيقة 67 بعد تمريرة متقنة، بينما جاء الهدف الثاني في الدقيقة الأخيرة من المباراة عن طريق أمين غويري، الذي عزز النتيجة بهدف قاتل أكد فوز المنتخب الوطني.
إشادة بالجماهير ودورها الفاعللم ينس بيتكوفيتش أن يثني على الجماهير الجزائرية التي لعبت دورًا كبيرًا في تشجيع اللاعبين خلال المباراة. وأكد المدرب أن دعم الجماهير كان حافزًا قويًا للفريق، قائلاً: "أشكر الجمهور الذي ساند اللاعبين طيلة أطوار المباراة". هذا الدعم المتواصل من المدرجات كان له أثر كبير في تحفيز اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم، خاصة بعد الأداء غير المرضي في الشوط الأول.
نظرة إلى المستقبل: مواجهة مرتقبة أمام ليبيريابعد هذا الانتصار المهم، سيبدأ المنتخب الجزائري التحضير للمواجهة المقبلة أمام ليبيريا، ضمن الجولة الثانية من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025. من المقرر أن يسافر الفريق إلى العاصمة الليبيرية، مونروفيا، لخوض المباراة التي ستقام في العاشر من شهر سبتمبر المقبل. وتعتبر هذه المباراة حاسمة للمنتخب الجزائري من أجل الحفاظ على صدارة المجموعة، وتعزيز فرصه في التأهل المبكر للبطولة.
تحليل الأداء: دروس مستفادة وتحديات قادمةرغم الفوز المستحق، فإن أداء المنتخب الجزائري كشف عن بعض النقاط التي يجب العمل عليها. قوة الفريق الخصم في الشوط الأول تعكس أن المنتخبات الإفريقية أصبحت تمتلك مرونة تكتيكية كبيرة، وبدنية عالية. ولذا، على بيتكوفيتش العمل على تحسين أداء الفريق منذ بداية المباراة، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تنتظره في التصفيات.
كما أن الأداء الفردي لبعض اللاعبين، مثل حسام عوار وأمين غويري، كان عاملًا حاسمًا في تحقيق الفوز. إلا أن الاعتماد المفرط على هذه المواهب قد يضع الفريق في مواقف صعبة أمام منتخبات تمتلك دفاعًا منظمًا كما كان الحال في مواجهة غينيا الاستوائية.
خاتمة: فوز يعزز الآمال ومسؤولية كبيرة على عاتق بيتكوفيتشانتهت المباراة الأولى في مشوار تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025 بفوز مهم للمنتخب الجزائري، لكن الأداء العام يتطلب المزيد من التحسينات. فلاديمير بيتكوفيتش يدرك تمامًا أن الطريق إلى الكان ما زال طويلًا، وأنه بحاجة إلى تطوير الفريق ليكون قادرًا على مواجهة جميع التحديات المقبلة. الآن، مع مواجهة ليبيريا على الأبواب، يبقى السؤال المطروح: هل سيتمكن "الخضر" من الحفاظ على مستواهم وتجاوز العقبات القادمة في طريقهم نحو البطولة؟
إن دعم الجماهير الجزائري سيظل عنصرًا أساسيًا في دفع اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم، والمباريات القادمة ستكون اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة المنتخب على المنافسة على الساحة الإفريقية بقوة وثبات.