والقدرة الهائلة على استيعاب كميات ضخمة من المواد المنجمية.
يمثل هذا الخط إضافة نوعية للبنية التحتية للنقل في الجزائر، حيث تم تجهيزه بعوارض خرسانية أحادية الكتلة قادرة على تحمل 32.5 طن على المحور، ما يسمح بتشغيل قطارات عملاقة بطول يزيد عن كيلومترين، بقدرة جر تصل إلى 170 عربة محملة بمواد منجمية تزن 22,100 طن في الرحلة الواحدة. هذه التقنية تُطبق لأول مرة في الجزائر، وتعكس التوجه نحو اعتماد معايير عالمية في تطوير قطاع السكك الحديدية.
في إطار الجهود المبذولة للإسراع بوتيرة الإنجاز، يتوقع تشغيل المقطع الأول بين بشار والعبادلة خلال الأسابيع المقبلة، مع استكمال المنشآت الفنية ووضع اللمسات الأخيرة على محطة العبادلة. يندرج هذا المشروع ضمن رؤية استراتيجية لربط المناطق الغنية بالثروات الطبيعية بمراكز التصنيع في الشمال، مثل مصانع الحديد في وهران وجيجل، ما يعزز مكانة الجزائر كقطب صناعي واقتصادي.
يشهد المشروع تقدمًا ملحوظًا في الأشغال، إذ انتهت عمليات التسطيح وفتح المسارات، مما مهد الطريق أمام بدء وضع السكة الحديدية على طول المسار. ومن المقرر إنهاء المشروع بالكامل قبل الموعد المحدد في مارس 2026، حيث يتم العمل بوتيرة سريعة على المقاطع الممتدة من بشار إلى غارا جبيلات، مرورًا بحماڨير، أم العسل وتندوف.
أهمية المشروع تتجاوز البعد اللوجستي، فهو يمثل خطوة كبيرة نحو تحسين شبكات النقل وتعزيز التنمية الاقتصادية في الجنوب الغربي للبلاد. كما أنه يفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في قطاع التعدين، عبر تسهيل نقل الموارد المعدنية من المناطق الغنية بالثروات إلى المصانع والموانئ، ما يساهم في زيادة الإنتاجية وتقليل تكاليف النقل.
مع اقتراب دخول هذا المشروع حيز الخدمة، تبدو الجزائر على مشارف مرحلة جديدة في تطوير بنيتها التحتية، حيث يُنتظر أن يسهم خط السكك الحديدية بشار-غارا جبيلات في دعم التنمية الاقتصادية وتعزيز الربط بين مناطق التعدين والمراكز الحضرية الكبرى، ليشكل بذلك أحد المحاور الأساسية في نهضة قطاع النقل الحديدي في البلاد.