خطا مشروع إنشاء مصنع ضخم لإنتاج سيارات هيونداي في الجزائر خطوة مهمة نحو تحقيق واقع ملموس. هذا المشروع، الذي تبلغ قيمته 400 مليون دولار، كان محور نقاشات يوم الاثنين 19 مايو بين وزير الصناعة الجزائري وممثلي المستثمرين العمانيين الشركاء في المشروع. يأتي هذا التقدم بعد اجتماع مجلس الوزراء يوم الأحد، حيث أعطى الرئيس عبد المجيد تبون تعليماته لتسريع الإجراءات المتعلقة بهذا المشروع الاستثماري الكبير.
تم منح التصريح الرسمي لشركة هيونداي لإنتاج السيارات في الجزائر من قبل وزارة الصناعة، مما يعد خطوة هامة نحو تنفيذ المشروع. يحمل المشروع الذي يشرف عليه مجموعة سعود بهوان العمانية طموحات كبيرة في تلبية الطلب المتزايد في السوق المحلي والإقليمي على السيارات ذات الأسعار المعقولة.
المصنع، الذي من المتوقع أن يبدأ إنتاجه في نهاية عام 2026، سيشكل خطوة استراتيجية مهمة لشركة هيونداي في تعزيز حضورها في السوق الإفريقي، حيث يسعى عملاق صناعة السيارات الكوري إلى توسيع نطاق عملياته في هذه المنطقة الواعدة. لكن الموقع الدقيق للمصنع لم يُحدد بعد.
خلال اجتماع مجلس الوزراء يوم الأحد، أكد الرئيس عبد المجيد تبون أهمية المشاريع الاستثمارية الأجنبية، وخاصة تلك القادمة من سلطنة عمان، في تطوير القطاع الصناعي الجزائري. وأعطى تبون توجيهاته بالتركيز على تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع سلطان عمان، هيثم بن طارق، خلال زيارته الرسمية إلى الجزائر في مايو 2025.
في أعقاب هذه التعليمات الرئاسية، اجتمع وزير الصناعة م. سيفي غريب مع الوفد العماني لمناقشة "آليات تنفيذ المشروع في أقرب وقت ممكن". اللقاء تركز على الخطوات العملية اللازمة لتسريع عملية إنشاء المصنع، بما يضمن تحقيق الجدول الزمني المحدد.
يمثل هذا المشروع تحولًا كبيرًا في قطاع صناعة السيارات في الجزائر. وأكدت وزارة الصناعة أن منح التصريح لشركة هيونداي، وفقًا للمرسوم التنفيذي 22-384 الذي يحدد شروط ممارسة أنشطة صناعة السيارات في الجزائر، يعد "مرحلة حاسمة" في طريق تنفيذ هذا المشروع. هذا المرسوم يحدد الشروط اللازمة لإنشاء مصانع السيارات في البلاد، مما يفتح المجال للاستثمارات في هذا القطاع الحيوي.
سيكون للمصنع دور كبير في تعزيز العرض المحلي للسيارات، كما سيخلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، مما يساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية. علاوة على ذلك، سيسهم هذا المشروع في تقليص الاعتماد على استيراد السيارات وتحقيق اكتفاء ذاتي في هذا المجال.
يمثل هذا المشروع في مجال صناعة السيارات بين الجزائر وعمان مثالاً قويًا على التعاون الاقتصادي بين البلدين. يعكس ذلك عمق العلاقات الثنائية بين الجزائر وسلطنة عمان، والتي تم تعزيزها من خلال زيارة السلطان العماني هيثم بن طارق. ويسعى الطرفان من خلال هذا المشروع إلى تعزيز التعاون بين الجنوب والجنوب في مجال التصنيع، مما يسهم في بناء صناعة سيارات محلية قوية وقادرة على المنافسة.
يعتبر هذا المشروع استثمارًا طويل الأمد في الصناعة الجزائرية، حيث سيسهم في تطوير الخبرات المحلية في صناعة السيارات ونقل التكنولوجيا الحديثة. وفي ظل التوجهات العالمية نحو تعزيز الإنتاج المحلي، تسعى الجزائر لأن تكون لاعبًا رئيسيًا في شمال إفريقيا في مجال صناعة السيارات.