في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية والطلب المتزايد على العملات الأجنبية، تستمر السوق السوداء للعملات في الجزائر بالتحكم في أسعار الصرف. مع بداية شهر سبتمبر 2024، شهدت العملات الأجنبية الرئيسية، مثل اليورو والدولار، ارتفاعًا ملحوظًا في قيمتها مقابل الدينار الجزائري. على الرغم من الجهود التي تبذلها السلطات لفتح مكاتب صرف رسمية، إلا أن تأثيرها على السوق الموازي لا يزال محدودًا. سنستعرض في هذا المقال أبرز أسعار الصرف على السوق السوداء وأسباب هذا الارتفاع المستمر.
في سوق "ساحة بورسعيد" بالجزائر العاصمة، يعد اليورو من أكثر العملات تداولاً، حيث وصل سعر صرفه في السوق السوداء إلى 245 دينار للبيع و247 دينار للشراء. هذا يعني أن 100 يورو تعادل 24,700 دينار جزائري.
منذ نهاية عام 2023، شهد الدولار الأمريكي زيادة ملحوظة في قيمته. يتم تداول الدولار الأمريكي حاليًا عند 222 دينار للشراء و224 دينار للبيع في السوق السوداء. وبالتالي، فإن 100 دولار أمريكي تعادل 22,400 دينار جزائري.
إلى جانب اليورو والدولار، سجلت الجنيه الإسترليني والدولار الكندي مستويات مرتفعة. يتم تداول الجنيه الإسترليني عند 283 دينار للشراء و285 دينار للبيع، بينما يتم تداول الدولار الكندي عند 162 دينار للشراء و164 دينار للبيع.
فاجأت هذه المستويات القياسية لليورو والدولار العديد من المراقبين الذين لم يتوقعوا مثل هذا التطور السريع. ورغم الإعلان عن افتتاح مكاتب صرف رسمية، فإن الطلب المستمر على العملات الأجنبية في السوق السوداء لا يزال قويًا. يعتبر الطلب على العملات الأجنبية، لا سيما خلال فترات العطلات واستيراد السيارات، المحرك الأساسي لزيادة الأسعار.
على الرغم من الارتفاعات الكبيرة في السوق السوداء، لا تزال أسعار الصرف الرسمية التي يحددها بنك الجزائر أقل بكثير:
على الرغم من الجهود المبذولة لفتح مكاتب صرف رسمية، لا تزال السوق السوداء هي المهيمنة على عمليات الصرف في الجزائر. ويعزى ذلك إلى الطلب المتزايد على العملات الأجنبية لأغراض مثل السفر، استيراد السيارات، والدراسة في الخارج. وبسبب هذا الطلب المتزايد، من المتوقع أن تظل أسعار الصرف مرتفعة في السوق السوداء.